بدأت القصة عندما وجد الأب شربل رعد،الراهب اللبناني الماروني، وثيقة رسمية في سجل عماد رعيّة السيدة في قرية القديس شربل بقاعكفرا توثق شهادة عماد ، احتفل بها في بلاد المكسيك في 7 أيار عام 1911، لصالح حنّة التي كانت عرابة لطفل من آل سركيس.
حنّة، اللبنانية الأصل، إبنة طنّوس حوشب، المولودة في كوبا، اقترنت في المكسيك بالشاب اللبناني المهاجر، إبن بقاعكفرا، طانيوس يوسف بشارة زعرور عام 1911، متل كثيرين من أبناء الجالية اللبنانية ، الذين وجدوا نصفهم الثاني في بلدان الهجرة.
هاجر طانيوس يوسف بشارة زعرور لبنان عام 1907 ملتحقاً بأبناء منطقته المهاجرين الذين غادروا وطنهم في ظل الحكم العثماني قاصدين المكسيك التي احتضنت أكبر عدد من أبناء الجالية اللبنانية بعد البرازيل.
ومن هنا بدأ البحث العلمي التاريخي حول عائلة زعرور التي هي فرع أو " باللبناني: الجبّ" من عائلة مخلوف من قرية بقاعكفرا. فتابع مسؤول قسم التصوير الرقمي في مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الكسليك الأستاذ ألفرد موسى هذه العائلة المهاجرة، قاصداً المكسيك، "مفلّشاً " بين الأوراق الرسمية الثبوتية في مكسيكو، متتبعاً أبناء طانيوس يوسف بشارة زعرور.
طانيوس، إبن يوسف ، إبن بشارة " زعرور " مخلوف، هو ابن شقيق القديس شربل. كان عمره 15 سنة حين توفي عم والده الناسك شربل. لكن ظروف الغربة والهجرة الأولى يبدو أنها قطعت عنه أخبار عائلته، توفي قبل أن يعرف أنه أعلن عن قداسة القديس شربل في الفاتيكان عام 1977.
طانيوس المولود عام 1883، عاش مع أمه مرّون لحود بشاره في بقاعكفرا، إلى جانب شقيقته حنّة وشقيقه يوسف الذي سمّي على اسم والده لأنه ولد خلال أشهر من وفاة والده. هاجر الى المكسيك وهو في ريعان شبابه، حاملاَ جوازه العثماني الذي دوّن عليه عبارة " تاجر متعلّم".
طانيوس زعرور مخلوف، الذي عاش وتزوج في مكسيكو، انقطعت أخباره عن لبنان، ولم يزر وطنه الأم. لكن متابعي عائلة مخلوف في مكسيكو، تعرفو الى حفيده الدكتور إدواردو، إبن ألفريدو طانيوس زعرور، وقد تمت دعوتهم الى لبنان، حين فوجئوا بأن عم جدّهم، الذائع الصيت في الدين المسيحي، والمسمّى في اللاتينية، " سانتو شربل "، ما هو الا القديس شربل، شقيق عم جدهم طانيوس.
انها حقيقة لبنانية مؤثرة.. هؤلاء هو اللبنانيون، والذي قال عنهم جبران في مقالة لكم لبنانكم ولي لبناني: " اللبنانيون هم الذين يولدون في الأكواخ ويموتون في قصور من العلم" .
يولدون من رحم واحد، يعيشون تحت سقف واحد، يتقاسمون اللقمة،الفرح والدموع، بعضهم يتجه نحو الألوهية، والبعض الآخر نحو سفن في إبحار بعيد ودائم... حتى ولو عاد الأحفاد بعد قرون، لوجدوا جموع البشر تحوم حول المنزل العتيق تسأل عن عظيم من لبنان.
ينعاد على الجميع بالصحة والسلام بشفاعة قديس لبنان والعالم شربل مخلوف.
موقع لبنان في اوستراليا - بادرو الحجة
No comments:
Post a Comment